"دوّاس" الرجل الأسطورة في زمن يحتاج الرجولة

لديّ أربعة أبناءٍ ذكور،  طِوالٌ عِراضٌ جِسام، واحدهم يتمشّى على زنده العجل،  ويقف على شاربه الصقر،  عابد،  كريم،  سِلمِي،  ودوّاس !

وهم بحمد الله ذوو أدبٍ جمّ،  وخُلقٍ حسن،  ليس لهم في المشاكل باع،  ولا في الخلافات أي سهم،  ينأون عن المناوشات ما اسطاعوا لذلك سبيلا،  عدا دوّاس..! فهو غضوبٌ نزق،  صعب المزاج والإرضاء،  وحين تسبّب لي في إحراجاتٍ عدة مع صحبي وجيراني،  ضيّقت عليه الأمر،  وألزمته البيت،  وحبسته في غرفةٍ داخله .

وذات يوم جاورنا أحدهم،  مجهول الهويّة،  والمنبت،  لانعرف من أين نزح،  ولماذا،  حلّ في مرابعنا وأقضّ مضاجعنا،  ونالنا منه أعظم ضررٍ وأشده، لم يُبق لنا متاعا،  ولم يسلم من أذاه أحد، سرق حوائجنا،  وضرب صغارنا،  وهشّم دارنا وأغراضنا! 

وحين اشتد بنا الحال،  وضاق علينا الأمر أرسلت له عابدًا وكريمًا وسِلمي،  كي يكلموه بالحسنى،  ويقنعوه بالهداوة كيما يكفّ أذاه عنّا،  لكن جارنا الشرس ضربهم،  وقطّع ثيابهم،  وأهانهم،  فرجعوا إليّ يبكون كالنسوان !

وهنا... لم أجدْ بُدًا من إطلاق ابني دوّاس عليه، دوّاس ضرب جارنا،  وأوجعه، ركله في بطنه وداس عليه،  ثم أعاد أغراضنا المسروقة،  لكنه لم يتوقف عند ذلك،  بل جرّد الرجل من ملابسه،  وطرده من الحيّ شر طردة !

أظن أن ابني دوّاسًا قد تمادى قليلاً،  وبالغ في ردة فعله
برأيكم هل فعل ذلك ؟!

تعليقات

(1)

اعتقد ان ابنك دواس اعطاه العلاج المناسب مثل هذه الاصناف تحتاج مثل هذه الحلول . بعض الناس عقله عبارة عن مثلث كلما اردت ان تلفه يدقر وجاركم هكذا عقله هو يظن صمتكم خوف وهو لا يعلم ان ان النفوس الفاضلة اخلاقها عالية وكريمة وتسامح وتعفو . سلمتِ وغنمتِ يا هند وسلامي لدواس .

(2)

 لم يتمادی . ولا بالغ فی رده فعله  لا والله....

(3)

ولكن دوّاس هذا لو ضايقكم ونكد عليكم عيشكم،فماذا تفعلون !  تستسلمون للجار أم تستسلمون له؟ هذا ما نحن حائرون بشأنه في العراق.. 

(4)

لعل دواس المنفذ الوحيد لرد الظلم والحياة ﻻ تخلو من المصاعب فلا بد من المشاكل وﻻبد لها من دواس

(5)

كلٌ ميسر لما خُلق له.. ولمثل هذا الجار خُلق من هم مثل دواس.. وكل شئ عنده - سبحانه- بمقدار.. والبادي اظلم والعِبرة تقي من الشرور

(6)

تطبيقاً لمبدأ العيله يلي ما فيها صايع حقها ضايع  تحيه لدواس 

(6)

 لقد غطت الحكمة مضغة القلب الرقيقة بقفص من العظام وحمت رقة الدماغ بقبة غليظة كذلك.. وما لم يكن البناء الجسدي محصن القيادة كذلك لتفسخت عراه باضعف الاسباب.. كذلك كرامة المجتمعات والأمم..والشاعر يقول:  ومن لم يدس من داسه بحذاته ** يدعس ومن لم يلطم الناس يلطم

(8)

 دواس علم مثله الادبا وحمى العرين وشتت الكلبا

هند -