الإستبداد الإعلامي وظاهرة المذيع النجم

الإستبدادية الإعلامية
(1)
منذ شهور عديدة وأنا أرفض دعوات للمشاركة في أي برنامج تليفزيوني له علاقة بالأمور السياسية وذلك بسبب حالة الإستقطاب السائدة وتدني مستوى الحوار والحساسية الزائدة لدى الناس وانخفاض سقف الحرية في هذه الفترة وبسبب المحاذير الكثيرة التي تقيد الحديث فتجعلني لا أستطيع أن أعبر عما أريده، وبسبب أحادية الخطاب الإعلامي وتوجهه نحو الترويج والحشد والتحريض، والعنصرية، ودعوات التطهير العرقي من أي مخالف.
ولكني فوجئت اليوم 27/4/2015م بدعوة للمشاركة في برنامج الأخ العزيز الإعلامي خالد صلاح على قناة النهار حول موضوع "الإستبدادية في الشخصية المصرية"، وفرحت جدا بالعنوان (خاصة أن لي كتابا ودراسات عديدة عن الشخصية المصرية، وعن الإستبداد)، وشعرت أن ثمة حالة إفاقة تعود للإعلام المصري، خاصة حين أبلغني معد البرنامج الأستاذ علام بالمحاور التي سيدور حولها الحديث وهي كالتالي :
* لماذا يتحدث النخبة والإعلاميون عن الإستبداد والإقصاء ثم أصبحوا يمارسونه؟
* ماهي مظاهر الإستبداد والإقصاء في الإعلام المصري؟
* مراحل النخبة مع الإقصاء؟
* هل بناء حياة سياسية سليمة ممكن في ظل حالات الإقصاء؟
(2)
وفسرت حالة الإفاقة هذه بما حدث في الشهور الماضية من عزوف الناس عن البرامج الحوارية في القنوات المصرية حيث تبث حوارا أحاديا نخبويا باهتا أو سلطويا حادا (يدعى إليه الخبراء الأمنيين والإستراتيجيين على وجه التحديد، (وأعجبتني محاور هذا البرنامج الجاد والمحايد، وتوقعت أن ندخل في أعماق السلوك الإستبدادي لدى الشخصية المصرية على مر العصور، ونستعرض مظاهر الإستبداد والإقصاء والنبذ والتخوين والتحريض في الإعلام المصري، وعن كيفية الخروج من هذه الحالة الإعلامية التي أحدثت شروخا في البناء المجتمعي وجعلت قطاعات كبيرة من الشباب تعيش حالة من الإغتراب والسلبية والإحباط والإنسحاب.
بصراحة أحسست وكأننا على أعتاب تغير إعلامي إيجابي يتوجه نحو الموضوعية والمهنية والواقعية، ويسعى نحو قبول الرأي والرأي الآخر، وإنعاش فكرة التعددية السياسية والقبول الإجتماعي، وأن يكون هذا البرنامج درسا عمليا في الديموقراطية الحقيقية.
(3)
بدأ البرنامج في الساعة الثامنة مساءا والمفترض أنه ينتهي في التاسعة والنصف، وظل الأستاذ خالد صلاح يتحدث وحده بلا انقطاع لمدة ساعة وربع ثم بدأت فقرة إعلانية ودعيت لدخول الاستوديو، واعتذر لي الأستاذ خالد بأدب جم عن أنه لم يتبق في البرنامج إلا خمس دقائق وعلينا أن نوجز فيها تحليل هذا الموضوع الهام، وفعلا بدأت الحديث عن الإستبداد الإعلامي وعن ظاهرة المذيع النجم التي ينفرد بها الإعلام المصري حيث يحتكر المذيع الكاميرا والميكروفون لفترات طويلة بدون ضيوف (فهو يعرف كل شئ ولا يحتاج لضيوف)، وإذا حدث ودعا ضيوفا فإنه يمنحهم دقائق قليلة يوجزون فيها القول ثم يقفل الباب على إصبعهم !!! .
والسؤال الآن: ماهو العنوان المناسب لهذا البرنامج؟ .
(تعليقات)
*
في دول العالم المحترمة دور المذيع لايتعدي كونه مديرا للحوار بتوجيه الاسئلة او عرض الخبر بمنتهي الحيادية بعيدا عن وجهة نظره الخاصة والتي من المفترض ان يحتفظ بها لنفسه اما في ام الدنيا فالامر مختلف تماما فهو المذيع النجم وعلي ضيوفه ان يدركوا ذلك والا احرقهم نوره وعجبي.
**
يعنى هو دعى حضرتك لمناقشه موضوع الاستبداديه فى الشخصيه المصريه يقوم يكون هو نفسه شخص مستبد
***
الطرق المبتكرة لاستبداد الاعلام
****
الاستبداد الاعلامي دايما نشاهد برنامج حواري وننتظر من المتحدث اي معلومه فاذا بالمذيع يتدخل لقطع المعلومه كانه مغيب نهاءي عن الحوار اللهم ارحمنا ولا تسلط علينا الجاهلون تصرف حضرتك لاءق جدا للموقف ورغم انني لم اري البرنامج الي الان الا اني متاكده ان حضرتك هتظهر مبتسم وكلامك هيصل مغزاه بسرعه للمشاهد بس مش متاكده انه هيصل لمقدم البرنامج ولا لا اللهم ارحمنا
*****
اعتقد انه وصل له توجيهات مباشرة بعدم فتح الموضوع واضطر لهذا لأنه مثله مثل كل الإعلام المستأجر يتحركون بالريموت كنترول .. فما كان منه إلا ان استهلك الوقت كي لا يتسع المجال لتناول هذه المحاور .. ويبقى سؤالي فقط .. ماذا قال في الفترة التي تحدث فيها منفردا احاديا يضع ذوي الاختصاص تحت الاحتجاز والمنع .. ؟
******
الإعلام موجه ولايستطيع الخروج عن النص وهو عباره عن حوار طرشان
*******
لا أعرف غن كنت تذكر يا دكتور أم لا أننا صمنا بتصوير ثلاث حلقات مع حضرتك كان عنوانها "الفرعونية.. إنهم جميعا طغوا" فتحنا فيه ملف الاستبداد والفرعونية كمرض بشري وحاولنا ان نقدم حلولا عملية لهذه الظاهرة التي تكاد برغم عمومها بشريا ان تكون ظاهرة مصرية.. وكان ذلك في قناة "أنا" لو تذكرها في برنامج اسمه مدارك
******
يادكتور انت أوجزت معه وأعطيته درسا لن ينساه ،ولكن كيف ؟هذا هو المهم !! إنه لن يستضيف أحد بعد ذلك إلا بعد الاتفاق معه علي مارسم له من دور لا يتعده.وكانك يا أبوزيد لم تقوم بثورة إلا علي مبارك فقط وليس كل أوضاع الفساد والانحياز والقصور..وعجبي....
**********
الاستبداد متأصل فى الشخصية العربية يمارسه من يظن فى نفسة أنة (أعلى) على من يعتقد أنه أدنى منه على كافة المستويات المدرس مع الطلاب والاياء مع الابناء والمديرين مع الموظفييين حتى رجال الدين مع غيرهم ولعلك تعرف حادثة الوزير الذى انتقد شكل موظفة لمجرد احساسه انه
(خاتمة)

أصدقائي الأعزاء : لقد أكملت لكي أوصل رسالة مركزة جدا لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد , والحمد لله أظنها وصلت . ولي تجارب سابقة عديدة كنت أترك البرنامج وأغادر المكان فورا حين أستشعر عدم الجدية وضعف الإهتمام أو انحراف السلوك.

د/ محمد المهدي –

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال