البزاز والصبية.. واقع أم خيال

 (1)
 كان ببغداد رجل بزَّاز "تاجر القماش أو الملابس" له ثروة، فبيمنا هو في دكانه أقبلت إليه "صبية" فالتمست منه شيئًا تشتريه، فبينا هي تحادثه كشفت وجهها في خلال ذلك ليراها، فتحيَّر، وقال لها: والله تحيرت مما رأيت فما خطبك؟!.
فقالت: ما جئت لأشتري شيئًا، إنما لي أيام أتردد إلى السوق لأطلب منك أن تتزوجني، فقد علمت أنك رجل صالح تتقى الله، ولي مالٌ، فهل تتزوجي وتحافظ على مالي؟
فقال لها: لي ابنة عم وهي زوجتي، وقد عاهدتها ألا أُغيرها، ولي منها ولدٌ.
فقالت: قد رضيت أن تجيء إليَّ في الأسبوع مرتين، فرضي وتزوجها، وقام معها، فعقد العقد، ومضى إلى منزلها، فدخل بها.
(2)
ثم ذهب إلى منزله، فقال لزوجته: إنَّ بعضهم قد سألني أن أكون الليلة عنده. (لاحظ لم يكذب)
ومضى، فبات عندها، وكان يمضي كل يوم بعد الظهر إليها، فبقي على هذا ثمانية أشهر، فأنكرت ابنة عمه أحواله فقالت لجارية لها:
إذا خرج فانظري أين يمضي؟
فتبعته الجارية، فجاء إلى الدكان، فلمَّا جاء الظُّهر قام للصلاة وبعد الانتهاء، تبعته الجارية، وهو لا يدري، إلى أن دخل بيت تلك المرأة، فجاءت الجارية إلى الجيران فسألتهم: لمن هذه الدار؟! فقالوا: لصبيَّة قد تزوجت برجلٍ تاجر بزَّاز (تاجر ملابس).
فعادت إلى سيِّدتها، فأخبرتها، فقالت لها: إياك أن يعلم بهذا أحدٌ، ولم تُظهِر لزوجها شيئًا. (تأمل تصرفها).
(3)
فأقام الرجل تمام السنة، ثم مرض، ومات، وخلف ثمانية آلاف دينار، فعمدت زوجته الأولى "ابنة عمه" إلى ما يستحقه "أبنه وأبنها" وأخذت نصيبها فأما نصيب "زوجته الثانية" وضعته في كيس، وقالت للجارية:
خذي هذا الكيس وأذهبي إلى بيت "المرأة"، وأعلميها أنَّ زوجي وزجها قد مات، وقد خلف مبلغ من المال، وقد أخذ الأبن حقه وأخذت حقي، وهذا حقُّك، وسلِّميه إليها بيدك.
(4)
 فمضت الجارية، فطرقت عليها الباب ودخلت، وأخبرتها خبر الرجل، وحدثتها بموته، وأعلمتها الحال، فبكت، وفتحت صندوقها، وأخرجت منه رقعة، وقالت للجارية: عودي إلى سيدتك، وأبلغيها سلامي، وأعلميها أنه "رحمه الله" طلقني، وكتب لي براءة، ورِّدي عليها هذا المال، فإنِّي ما أستحق في تركته شيئًا.
خاتمة
سيفكر الكثير في نقطة "لماذا طلق زوجته الثانية" دعك من هذا وركز في مضمون القصة واستبشر خير.
البزاز والصبية.. واقع أم خيال
فهذه قصة من الواقع اغرب من أي خيال، ربما تقول لا يمكن أن يحدث مثل هذا، لكن عن تجربة أقول لك يحدث أكثر من ذلك، ربما تقول خيال، فأقول لك ربما يكون خيال بمقايسك لكن بصدق أقولها: هناك أكثر من ذلك يحدث فمازال هناك أمل واستبشر خير وأدعو الله أن يرزقك بمن يفعل الخير ويرجو الآخرة ولا يريد من الدنيا شئ.
على أية حال ننتظر رأيك؟!

آدم آدم –
(يقال القصة لها أصل في الأثر سوف نبحث عنه بعد التأكد)

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال