البول في الأذن والمعلومات الخضراء... ماذا تعرف عنهما؟!

هناك أشخاص عندما يأتي صديق أو شخص قابله قدرا في الشارع أو سمع لقناة أخبارية أو شهاد حلم أو كابوس أو شاهد فيلم أو نقل له أحدهم (أن قريبا سنتهار أمريكا أو غيرها أو سيتم حدوث كذا أو كذا...) تجده يردد بدون وعي أو إعمال للعقل أو تحقيق وتدقيق أن أمريكا سنتهار فعندما تقول له ما الذي دعاك لهذا، يقول لك بكل ثقة لدي معلومات خطيرة ولا استطيع ذكر المصدر (اكرر معلومات وخطيرة والمعلومات تتخذ عليها القرارات فتأمل) يقول ذلك لمجرد أن أحدهم (بال في أذنه) بكلمات أصبحت بالنسبة له وبالنسبة لمن نقل عنه معلومات.
في الحقيقة لم يعد لدينا طاقة أن نتحمل هذه السلوكيات في ظل التطور الكبير في جميع المجالات إلا "العقل البشري" لدي كثير من العوام والخواص، فقد رضو لأنفسهم أن يكونوا مبولة لغيرهم في ظل جهلهم أو أمانيهم وأحلامهم أو غير ذلك.
فهذه السلوكيات ينبغى أن تنتهي من حياتنا وخاصة العقلاء منهم أو من يريد أن يكون من العقلاء، فهذا السلوكيات واقع نعيشه الآن ومن قبل لأنظمة تحكم وقد أدى إلى سقوط بعضها بل وأودي بحركات وتيارات لم يكن يحلم أعداؤها بربع ما حدث لها.
فلماذا كل هذا؟
ببسطة نجيب:
كل هذا من أجل البشوات والسوبر بشوات وغيرهم ممن تم حجز تذاكر لهم في مسارح الأوهام وتعريضهم جميعا لمصفوفات من المعلومات المضللة وتم تشكيل عقلهم في هذا الإطار.
فلم نعد نتحمل هذا الغباء ولم نعد نتحمل أن يعيد التاريخ نفسه بأشخاص أخرون. (فتأمل)
ومع قليل من الإقصاء (يتم رفض أي سيناريو أخر أو أي معلومة تأتي خارج مسرح التنويم والتغييب) لإن هؤلاء أيقنوا أن ما يقولونه معلومات وبالتالي لن يقبلوا أي سيناريو يخالف تلك المعلومات (لمجرد أن أحدهم بال في أذنهم بكلمات حولوها لمعلومات).
والواقع التاريخ يثبت أن هناك دول كثيرة وتيارات وقعت قيادتها لهذه المسرحيات.
من أجل هذا نقول:
المعلومات منظومة شديدة التعقيد ولأبد من إخضاعها لمحددات شديدة القسوة نظرا لخطورتها على صناعة القرارات والاستراتيجيات. منها ما يلي
1-  أن تكون من داخل المنظومة المراد بناء موقف حيالها. فاذا أردت الحصول على معلومات اقتصادية خاصة بالاقتصاد الدولي فإن أوثق المعلومات هي التي تصلك عن طريق مدير بشركة متعددة الجنسيات أو ما دونه لكن في قلب التخصص كمحلل مالي مثلا بنفس الشركة.
وهذه تسمي المعلومات الخضراء أي أوثق المعلومات التي لا تحتاج لتحليل ما دام تم الوثوق بالمصادر.

2-  ألا يزيد تواتر المعلومة عن مرتين من المصدر رأسا إليك. وإذا زاد التواتر عن ذلك فإن المعلومة ليس لها أي أهمية ما لم يتم النظر في تواترها وتداولها أولا والتاكد من عدم تحريفها أو تأويلها حتى وصلت إليك

3- الثقة في مصدر المعلومة لا تكفي إذا كانت تواترها طويل.

4- استجواب مصدر المعلومة بشكل علمي ومناقشته في السياقات التي يمكن أن تسكن فيها هذه المعلومة أمر بالغ الخصورة والأهمية إذا لم يكن مصدرا مباشرا لها.

5-  المعلومات تنقسم من حيث النمط إلى ثلاثة انماط:
معلومة صحيحة information، ومعلومة خاطئة  misinformation، ومعلومة مضللة disinformation.
النمط الأول يحتل المراكز الاول والثاني والثالث والنمط الثاني ينقسم على المركزين الرابع والخامس أما الثالث فيحتل المرتبة السادسة. أما الستة مراكز فهي كالتالي:
- شديدة الموثوقية ويعتمد عليها
- موثوق بها ويعتمد عليها
- مرجحة ولا يعتمد عليها
- تميل نحو الخطأ ولا يعتمد عليها الا بعد النظر في سياقها ومصدرها وتواترها.
- غير صحيحة
- مغلوطة


6-  أن يتمتع الحاصل على المعلومة بعقلية مركبة تتيح له القدرة على قراءة ما بين السطور وما خلف السياق من غير توافر هذا الكلام فالجميع يضحكون على الجميع. (وهنا لا تجعل أحد يبول في أذنيك ويجعل كذبه معلومات والأخطار أن يكون بوله معلومات يتخذ عليها قرارات). 
هذه شروط المدرسة الواقعية التي اعتبر نفسي أحد المنتمين إليها في المعلومات وصحتها.  فواجب التنويه لم أراد.
فتأمل ثم تأمل حتى لا تكون فريسة لهؤلاء


أنس القصاص بتصريف وتعديل

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال