شهر رمضان وبعض الحسابات الرقمية

(1)
بحلول شهر رمضان الكريم، تقبله الله منا ومنكم بصالح الأعمال، وإن شاء الله يكون فاتحة خير لكل مسلم و مسلمة
 طبعا نحن نمر مع أصعب فترات السنة صياما، إنه فصل الصيف مع شدة الحر و العطش، أعاننا الله بصيامه ويسره لنا كبيرا وصغيرا، لذلك وددت أن أعرض عليكم بعض الأرقام، و التي تخص هذا الشهر الفضيل.
فكما يعلم الجميع سيصادف صيامنا هذا العام مع أطول أيام السنة أي مع أطول يوم صياما في السنة، طبعا هذا الكلام هو عموما، يشمل معظم الدول العربية، و باقي دول العالم ممن هي فوق خط الإستواء، كما أوضحت ذلك في إحدى المقالات، وكان الله في عون كل من يقطن فوق خط 45 درجة، لأن صيفهم أطول بكثير عن باقي الدول العربية و أخص بالذكر أوروبا الشمالية.
(2)
أرقام و تعاليق
 لنطلع على بعض الجداول المأخوذة عبر بعض العواصم العربية، دون أن نعرف أو نحدد المكان، لأن ما يهمنا هي الحوصلة النهائية، وطبعا ما يهمنها هو حساب طول النهار يوميا ومن خلال الشهر كله، نستطيع أن نعرف كم يبلغ إجمالي صوم الشهر، يحسب النهار عموما الفرق الزمني بين غروب الشمس و الفجر، أي بين المغرب و الفجر وهناك من يزيد ربع ساعة كإمساك عن الطعام و الشراب، إليكم النتائج وقد استعنت بموقع (الباحث الإسلامي) وهو موقع سبق وتأكدت من حساباته عندما برمجت كل حسابات مواقيت الصلاة فكانت موافقة.

أول ما نلاحظه هو أننا نمر عبر أطول أيام السنة وبالتالي سيطول الصيام، لكن هل هذا يعني أننى هذا العام سيكون هو أطول شهر نصومه؟ كما ذكرت سابقا نستعين بمعيار يعطينا من خلاله الإجابة، وهو أن نأخذ جدول شهر رمضان بالكامل لمدينة معينة، ثم نقوم بحساب طول النهار لكل يوم، وهو ما يوافق مدة صيام يوم، ومن ثم نجمع كل هذه الأيام فنحصل على رقم مؤشر نستطيع به إستخلاص بعض النتائج لكن هناك ملاحظة هامة يجدر أن نشير عليها وهي تلخص لنا هذا المقال بإيجاز الملاحظة هي أن كل البلدان أو المدن الواقعة على خط الإستواء لا تنطبق عليها حساباتنا لماذا؟
(3)
 كنت قد أوضحت ذلك في مقال أسميته أقصر أيام السنة أين أوضحت فيه أن هذه المناطق ليلها كنهارها عبر طول السنة لا تتغير مواقيتها فهي ثابتة:
لكن بمجرد أن نتجه شمالا أو جنوبا يبدأ الفارق في الإتساع لغاية ما يصل للحدود القصوى في المناطق الشمالية لأوروبا وأمريكا وكذى المناطق الجنوبية نلاحظ أن المدن التي تقع على خط الإستواء هي من تشهد الحد الأدنى وكل ما إبتعدنا عن هذا الخط كلما يزداد الفارق بين غروب الشمس و وقت الفجر أو السحور وأحيانا يصل الفارق لأكثر من6  أيام في الشهروهذا ما تشهده في الغالب دول شمال أوروبا وأمريكا وما دام كل دولنا العربية هي في شمال هذا الخط لذى نلاحظ تغير في المواقيت على مدار السنة.
وبالتالى كل المدن العربية والتي كل ما كانت شمالا إلا ويكون نهارها طويل و بالخصوص هذه الأيام أخذت بعض المدن وإستخرجت طول مدة الصيام للشهر كله فكانت ما يلي

 نلاحظ أن هناك فارق كبير بين تلك المدن قد يصل لأكثر من 6 أيام أي في نفس الشهر هناك من يصوم بمجمل 6 أيام زائدة على من هو قاطن جنوبا كمثال في مكة مدة الصيام إجمالا هو 388 ساعة بينما في باريز هو 536 ساعة أي بفرق قدره 148 ساعة أي أكثر من 6 أيام  فأحمدوا الله على أنكم لا تقطنوا في أماكن شمال أوروبا وأمريكا وإلا سيزداد الفارق، لكن نرجع للسؤال: هل نمر بأطول مدة صيام في السنة؟
للإجابة على هذا السؤال، نأخذ جداول السنوات القادمة لنفس المدينة و نقارن، فكانت هذه النتائج المتوقعة. 
(4)
لماذا قلت متوقعة؟
 لأنه حسابيا يدخل علينا رمضان هذا العام، ومباشرة بيومين نمر على أطول يوم في السنة، وبعدها يبدأ النهار بالنقصان ببطأ.
وكما نعلم أن رمضان يزورنا كل عام بفارق 11 إلى 12 يوم متقدما على الأيام الشمسية، وهذا ما يجعله العام القادم يمر بأطول أيام السنة كحدود قصوى، لإن في نصف رمضان سيصادف تقريبا مع أطول أيام السنة و هذا ما يجعلنا نستنتج و نقول أن رمضان 2016 هو الذي يعتبر من أطول الشهور صياما.
 طبعا لا يوجد فرق كبير ولكن نحن نمر تدريجيا عبر الحدود، القصوى، وبدأ من عام 2017 سيبدأ رمضان بالنقصان لغاية ما يمر بأقصر أيام السنة، وهذا ما يمكن أيضا حسابه متى وكم، لكن ليس في هذا المقال،  هذا و الله أعلم، أعاننا الله في صيامه و تقبله الله منا و منكم بخالص الأعمال، ولا تنسوني بالدعاء، و شكرا.

نصر الدين

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال