مقاييس الصح والخطأ؟!

سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات
أسعد الله صباحكم وأبعد عنكم كل خلل في رؤيتكم وفهمكم لدينكم
كل إنسان في هذه الحياة له مقاييس تؤهله أن يحكم من خلالها على الأفعال والأفكار من حيث صحتها وخطئها وهذه المقاييس نوعان:
النوع الأول: مقاييس عقلية
وهي مقاييس الشرق والغرب في حضارتهم وعيشهم لذلك لا خطأ في الحضارة الغربية إن لبست المرأة لباسا تبدي فيه عنقها وساقيها وشعرها.
أي خلل في أخذ الربا من المدين؟. فهو يأخذ المال لقضاء مصلحته أو لاستثماره؟ هذا حكم العقل.
من هنا كان الربا جائزا في الحضارة الغربية بل وضرورة من ضرورات الحياة ما الخلل في شرب رشفة من الخمر كل يوم أحد مع مساء اليوم وبعد العودة من الكنيسة؟
فالرشفة لا تسكر ولا تدفع للإدمان؟ هذا حكم العقل. من هنا كان شرب الخمرة جائزا في الحضارة الغربية وقس على ذلك من إباحةٍ أو تحريمْ بناء على قناعة عقل المشرع القاصر.
النوع الثاني: مقاييس نقلية
وهي المقاييس التي نزلت من السماء عبر الوحي على رسول الله عليه السلام فالخمرة حرام، والخلوة حرام والربا حرام وكشف جزء من جسد المرأة (غير وجهها وكفيها) في حياتها العامة حرام وأكل لحم الخنزير وما أهل به لغير الله حرام.
والتنازل عن شبر واحد من أرض الإسلام حرام، وأن يُحْكَمَ الناس بشريعة غير شريعة الإسلام حرام، وفرقة الأمة حرام وقتال المسلم للمسلم حرام وموالاة أعداء الله حرام وأن يحمل المسلم ودّاً لكافر حرام وأن يدخل المسلم في حلف تسوسه قوانين الغرب حرام والقتال تحت راية النيتو وغير النيتو من جيوش الغرب والشرق لقتل المسلمين حرام.
المسلمون ليس لهم مقاييس صح أو خطأ إلا القرآن والسنة وما دلّ عليهما القرآن والسنة المسلمون في كل شأن من شؤون حياتهم صغيرها وكبيرها يستفتوا النصوص الشرعية وفق عملية الاجتهاد الشرعية ليقرروا صواب أو خطأ الفعل.
أما العقل فوظيفته فهم النصوص وفهم مناط الفعل واستنباط الحكم الشرعي المتعلق بالفعل من حيث جوازه، وعدم جوازه، حلِّه من حرمته.
والغرب منذ أن نجح في إبعاد الإسلام عن الحياة وتقسيم أمتنا إلى دويلات وحكمها بأنظمة علمانية، وهو يبذل طاقة غير محدودة ليغير قناعة المسلمين من أن نصوص السنة والقرآن غير مقدسة.
وأن العقل هو الذي يجب أن يقرر الصح والخطأ وساعدهم في ذلك أمران:
غياب الإسلام راية ونظاما وغياب العلماء الفحول وانتشار تنابلة السلطان ممن لا يتحدثون إلا عن الأخلاق والعبادات والعقيدة.
وهذا جعل الشباب المسلم صفحة بيضاء مكشوفة في ما يخص مساحة الإسلام في الجوار العام. وقد نجح الغرب من مسخ العقلية لكثير من المسلمين ومسخ عقلية قادة بعض الحركات الإسلامية من أن يفكروا التفكير العقلي لا التفكير الشرعي في ما يخص مساحة الإسلام في الجوار العام.
لذلك زغرد المسلمون وكبروا ابتهاجا بنظام علماني هنا أو هناك
وهلل كثير من المسلمين وأتباع كثير من الحركات الإسلامية بالنظم العلمانية فالإسلام لمن ابتهج لا يتعدى مساحة الجوار الخاص.
في حضارة الغرب العقيدة نقلية وكل ما عداها عقلي فألوهية عيسى عليه السلام جاء به نص من تأليف من وضعوا أسس الديانة النصرانية وألوهية سيدنا علي في الديانة الشيعية جاء بها نص من تأليف من أوجدوا الديانة الشيعية في الإسلام عقيدتنا عقلية وكل ما عداها نقلي فوحدانية الله عقلية يجب أن يقنع بها العقل. والقرآن من عند الله عقلي. يجب أن يقنع العقل أن هذا كتاب ليس من وضع البشر الإنسان إن فقد مقاييس الصح والخطأ يصبح كالسائل يأخذ شكل الإناء الذي يوضع فيه أما المسلم فلا يتغير بتغير الزمان والمكان والذوق والمشرع المسلم يبقى على عقيدته وأحكامه الشرعية (حتى لو حُرِمَ العيش تحت راية اسلامه) ولا يغير فيها لتواكب ذوق الغرب أو الشرق أو ليرضى عنه الشرق أو الغرب هو لا يريد إلا رضاء الله رب العالمين الذي حرَّم التشريع لأحد غيره المسلم حتى لو عاش في الغرب فقناعاته لا تتبدل ومقاييس الصح والخطأ عنده لا تتبدل " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا".
نسأله تعالى أن يحفظ الأمة حفظا لا ينفذ من خلاله حاقد وأن يرد أمتنا إلى الجادة وأن يوقظ كل مخلص غافل أو غير واعٍ في أمتنا 
كما ونسأله أن يعجل بنصره للمسلمين في كل مكان.

د.رشدي خليل

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال