أوهام الحب


(1)
ذهبت مع مجموعة من الأصدقاء إلى شاطىء البحر وكان المنظر جميلاً جدا... وتبادلنا أطراف الحديث
وانتقل الحوار بنا إلى الحب... وعندما ذكرنا كلمة حب (ضحك الجميع بصوت عال).
وكان أحدهم قد مر بقصة: فقد انفصل عن زوجته لأسباب خاصة... ولكنه مازال يحبها... وحاول أكثرمن مرة العودة إليها و لكنه لم يوفق في ذلك...
وكعادتي معهم... ذكرت لهم خلاصة القول... بعد ساعة من النقاش حول الحب وقصصه... فقلت لهم: هل من مستمع... فقالوا :نعلم ما ستقوله.. فقلت لهم: اسمعوا واحكموا:

إن الحب كالإنسان... يولد ثم يحبو ثم يمشى ثم يجري وقد يمرض (ويمكن علاجه) ثم يموت...وذلك إن لم تعالَج الأسباب 
(2)
فنظرت إلى أحد أصدقائى فوجدت في عينيه دموعا جامدة بعد سماع رأيي... والغريب أننا أنهينا الحوار بعده وذهب كل منا إلى بيته..
وهنا: قمت بتشبيه الحب بالإنسان فقلت يولد (عن طريق أي شىء مباح شرعا... نظرة من خلال الرؤية الشرعية.. كلمة.. موقف.. كثرة الذكر... إلخ
ثم يمشى ويجري قصدت بها (مراحل النمو) أنه ينتقل إلى مرحلة أخري بعد الولادة...
وكما تعلمون أن بعد الحب .. غرام وبعد الغرام...هُيام... إلخ
ثم يمرض (قصدت بها) أنه يتعرض لمراحل فتور وانتكاسات ومشاكل (فهذا حال أي شىء في الدنيا حتى الحب)...
إن استطعنا أن نعالج هذه الأمراض بقى الحب واستمر (وقد ذكرت في الموضوع: ويمكن علاجه)
وإن لم نستطع علاجه مات...
وفي النهاية كل شىء له أسباب فحبك لأى إنسان له أسباب فإن انتفت عنه الأسباب أنتهى الحب...
وهدفي أن نعى حقيقة الحب وأنه لا يوجد حب مثالي... وكيف نتعامل معه على أرض الواقع... حتى نخرج من وهم كبير يعيش فيه الكثير من الناس وهو مثالية الحب..
وربما الأفلام والروايات والمسلسلات...كانت سببا من أسباب نمو هذا الوهم.. وبعد التعامل مع الواقع يحدث انتكاسة أو صدع داخل الإنسان يزلزل أركانه ويدمر كل شىء جميل بداخله...

10 تعليقات

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

  1. غير معرف16.4.12

    قد أتفق معك في نظرتك إلى الحب ولكن جزئياً
    فهناك حب لا يموت
    حب الوطن
    حب الإله
    حب الرسول
    حب الخير
    كله حب منذ ولد لم يمت ولا زال يسري في عروق البشرية

    ردحذف
  2. حياك الله أخي الحبيب
    كلام حضرتك صحيح لكن الحب الذي أتحدث عنه هو الحب بين الرجل وزوجته.... ولا اتحدث عن حب الوطن والإله والرسول صلى الله عليه وسلم.

    ردحذف
  3. غير معرف16.4.12

    كلام جميل لكن ثمة سؤال حيرني كثيرا
    هل يعتري هذا الحب الذي لايملكه الإنسان مايعتريه من فترات يقل ويزداد
    وهل من الممكن أن يكون هذا الحب ثابت في مستوى معين من مواقف مرت عاشها الأشخاص؟

    ردحذف
  4. غير معرف16.4.12

    أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  5. من وجهة نظري نعم يعتري الحب فترات يقل ويزداد،

    وأيضًا ربما يكون الحب ثابت... لكن الغالب أنه بين الزيادة والفتور

    بالتوفيق دوما

    ردحذف
  6. غير معرف16.4.12

    أختلف معك كليا ..
    الحب منزه عن الأسباب .. كيف له أن يكون كالإنسان يجري و يمرض و يموت و هو غاية في ذاته يسعى هذا الإنسان لبلوغها ..
    يقول ميخائيل نعيمة في كتابه ''النور و الديجور'':
    (( ويا ليت الذين يندبون حبهم الظاعن و خيبتهم المقيمة يفتشون قلوبهم و أفكارهم و يغربلون نياتهم و أعمالهم .. إذن لأدركوا أن الحب ما ارتحل عنهم إلا لأنهم ما أحسنوا فهمه و الامتثال له ))
    لذا فالذنب ليس ذنب الحب فهو سماء عالية و هو من ذنوبنا براء .. الذنب هو ذنبنا نحن .. ذنب عقولنا القاصرة على فهم مكنونات الحب الكاملة و الخالدة .. ذنب عيوننا العمياء التي هي غير قادرة على إبصار تجلياته الساطعة

    ردحذف
  7. حياك الله أخي/أختي

    في رأيي أن كل شىء له أسبابه إن انتفت الأسباب عنه ذهب.
    وكل شىء له أسبابه وأعراضه والتي تؤدي به إما إلى النمو أو الانتهاء
    والحب ليس غاية في ذاته فقد لا يؤمن إنسان به،
    وقد يقع فيه دون قصد بل وقد يصل فيه إلى درجة من درجات الحب وهي العشق أو الهيام.

    ردحذف
  8. غير معرف31.7.12

    أنا أتفق معك كليا لأنني عشت هذه التجربة مرتين من قبل و هو بالفعل وهم كبير نعيشه

    ردحذف
  9. حياك الله أخي/أختي

    اشكر لك مشاركتك وتفاعلك مع الموضوع

    وأهم شىء أنني لا ننكر الحب فهو موجود لكن مثالية الحب ربما لا تكون موجود بشكل كبير.

    ردحذف
  10. سحر29.1.13

    أعبجبني منطقك كثيرا بارك الله فيك

    ردحذف
أحدث أقدم

نموذج الاتصال