النوم والضعف والكسل عند العرب متى ينتهي

(1)
وبانتهاء القرن السادس الهجري تقريبًا وقف المسلمون عن البحث الفلسفي والنظر في العلوم الكونية، ولم يكن العلم إلا نقلًا..
ولم ينبغ منهم نابغ مبتكر ذو شخصية ظاهرة إلا [ابن خلدون]  المتوفى سنة ٨٠٨هـ؛ فإنه بإجماع الشرقيين وكثير من الغربيين مخترع فلسفة التاريخ أو علم الاجتماع، وأكبر الباحثين فيه في الشرق والغرب إلى القرن التاسع عشر الميلادي.
وأمَّل [ابن خلدون] ممن يأتي بعده أن يستمروا في البحث ويضعوا ما فاته من المسائل. وقد تحققت أغراض [ابن خلدون]، ولكن لم يكن الذي حققها هم المسلمون، بل عالم الاجتماع الفرنسي "أوجست كونت" والفيلسوف البريطاني "هربرت سبنسر" وأمثالهما.
(2)
وكان العلم والفلسفة قد صار شوطًا بعيدًا في الغرب، والشرق جامد في مكانه، وبدأ الشرق يغالب النومَ والنومُ يغلبه، ويصارع الكسلَ والكسلُ يصرعه، حتى أزعجته الحوادث، وأقلقت راحته ضوضاء احتكاك الشرق بالغرب، فانتبه متأخرًا وأحس بتأخره ونقصان علمه وضرورة التعلم حتى يستطيع مشاركة غيره في شئون الحياة.
وما أحوجه اليوم إلى هداة يضيئون له السبيل، ويأخذون بيده في هذا المعترك اللجب، وينقلون إليه زبدة ما وصل إليه الغرب فيمعن النظر فيها ويهضمها بعقله الشرقي، ويكوِّن له مدنية وعلمًا تتفق مع ذوقه وجوِّه ودينه، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
على كل واحد منا أن يعمل في تخصصه ومجاله ويتقدم فيه بشكل فردي وندعو الله أن تتولي الدول العربية والإسلامية العمل الجماعي والمشروعات القومية التى تساهم في تقدمنا وتخرجنا من الضعف والكسل والنوم.

د. أحمد أمين

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال