رسالة ‫‫‏إلى الزوجة الأولى

لو أنك وطنت نفسك على أمور منها:
- أن النعم مهما تزينت فإنها منقوصة زائلة، وأنك في الدنيا ممتَحَنة، و أن ابتلاءك لابد وأن يكون فيما تحبين
- أن أقضية الله كلها خير وإن كانت في فقد
- أنك أنت العانية عنده بدلالة حديث نبيك صلى الله عليه وسلم (استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم)، وليس العكس .. مستشفى العقلاء
وبهذا فلا حق لك أمام الله أن تحجري عليه أو أن تمنعيه حقا قد أباحه له الله ما دمت لم تشترطي ذلك قبل الزواج ولم يوافق هو.
- أن الحياة تبغي الكثير من الحكمة والمرونة في التعامل مع أحداثها، وأنها لا تتوقف لموت ولا لفراق ولا لزواج زوج.
- زواجه لا يعني دوما أن بك عيبا، فقد يكون العيب فيه إذ لم يستطع استيعابك والاكتفاء بك، وقد لا يكون العيب لا بك ولا به، إنما هو يمارس حقه المشروع في الزوجية كما تحبين أنت أن تمارسي حقك في الأمومة مثلا.
-أن تنظري دوما بعين الحكمة والتفاؤل وإلى الجانب المشرق من المسألة وإلى الحيز المملوء من الكأس: فزواجه يعني يوم راحة والتفات إلى نفسك وانشغال بك عنه وترتيب لبيتك ولأشيائك الشخصية من غير توتر ولا ضغوطات، وانهماك في مواهبك وأنشطتك المفضلة التي لا تجدين لها وقتا خلال وجوده بالبيت. مستشفى العقلاء
- أن تبحثي عما يسعدك منه فتجعلي ذلك نصب عينيك، ذلك سيساعدك على تقبل الأمر مبدئيا، وبأنك إن كنت صابرة على زواجه فلما يسعدك منه وما لا يمكن أن تفرطي فيه لأي سبب.
- أن تعتادي على انتقاء حيلك الدفاعية أمام ما يكدر خاطرك، ومن بينها ما تم الإشارة إليه.
- أن تحتسبي صبرك وألم غيرتك عند الله: موطن أجر جديد وحسنات بحول الله ما كنت لتحصديها لولا هذا الابتلاء.
- أن تبتعدي عن كل من بإمكانه أن يضعفك بكلامه وكل من سيجعل منك موضوعا للنقاش ولصب أسقام المجتمع المعتوه والعادات العوجاء.
لو أنك توطنين نفسك على هذه الأمور (وغيرها مما سيأتي بحول الله)، فإن نظرتك للتعدد ستتغير، لا أقول أنك ستقبلين بها من غير تردد أو أنك ستذهبين للخطبة له، وإنما سيخفف عنك ذلك ما تجدين ..
همسة :
امرأة لا تغار من زواج زوجها، ليتنبه هو جيدا لمكانه منها، ليعلم ما الذي جعلها لا تغار ..

ردود وتعقيب
(1)
أي مرونة، ده ظلم وآلم نفسي فظييع ولو التعدد حقه فاحقها تعفي نفسها من الألم والوجع وتسيبه يمارس حقه في التعدد بعيدا عنها، منتهي الظلم القبول بوضع بتعتبره مؤلم ومهين ومش موافقة عليه لمجرد إن الحياه تمشي وعشان الاولاد، وأعتقد دي النقطة اللي بيستغلها الرجل لما بيقرر يتزوج من أخرى علمه أن الزوجة الأولي هتتحمل الوضع حفاظا علي البيت والاسرة بيديله الشجاعة يحطها أمام الامر الواقع ومنعها أبسط حقوقها أنها تقبل الوضع أو ترفضه قبل ما يحصل، لمجرد انها لم تشترط بكده في عقد الزواج، طيب هي متوقعتش الخيانة وكان أصلها طيب يبقي ده جزاءها!! وبعد إذنك حضرتك أنا فعلا لسا لابقيت زوجة ولا أم بالطبع، لكن ممكن حضرتك توضحيلي ازاي ممارسة الأمومة ممكن تتقارن بممارسة التعدد؟؟ مستشفى العقلاء
(تعقيب)
ومن قال أنه ليس بألم؟ وهل كل امرأة تسمح ظروفها وشخصيتها بالانفصال لهذا السبب؟ وهل كونه قد مارس حقا قد أباحه له الله نعتبره ظلما؟ الظلم معروف في القواميس وفي عرف الزوجية يعني عدم العدل بين الزوجتين.. ثم أنا لست هنا لأؤسس لشرع قد ابتدعته إنما هو شرع الله وقضاء قد قضاه على المرأة مثله مثل أي قضاء قد كتبه عليها من حمل وإنجاب وإرضاع وغيرها .. أنا هنا أحاول أن أجد معها حلا كي لا تمضي ما تبقى لها من أيام بين عيادات الطب النفسي وعقاقير الاكتئاب.
(2)
جميل جدا ,,ولكن أختلف معك في مسالة واحدة ألا وهي ان تشترط عليه عدم التعدد قبل الزواج حينها يلزمه الوفاء بعهده ولربما كان بحاجة ماسة للزوجة ثانية فكيف لهذا الزوج ان يعيش بين حاجته الملحة في التعدد وبين العهد القائم بينه وبين زوجته ''تخيلت نففسي لبرهة انني رجل والله انه لامر صعب ''
(تعقيب)
مسألة اشتراط الزوجة عدم زواج زوجها من المسائل الفقهية المبسوطة في كتب الفقه خاصة في أبواب العهود والوفاء بها، وقد اختلف العلماء هل على الزوج الوفاء بهذا الشرط أم لا، والراجح وجوب وفائه به لقوله صلى الله عليه وسلم "أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج" متفق عليه. بل وأباحوا لها طلب الطلاق إن لم يف .. وتبقى حنكة الزوج بعد ذلك في إقناعها، ولربما تغيرت نظرة الزوجة الى ذلك فعفت عما اشترطته.
(3)
حضرتك الطلاق برضو شرع الله ومع كده الزوجة بتحسه ظلم انه تركها وحدها تواجه الحياه.. الشعور بالظلم شعور انساني بحت ولا يتعارض مع شرع الله ولكن شرع الله له ضوابط، وحضرتك هنا لا تبتدعي شرعا واليعاذ بالله لم اقل هذا، لكن كلام خضرتك بيرسخ لفكرة ان الحل يكون من عندها وان الرضوح والتعامل مع الامر الواقع مهمتها هي وده بيحملها فوق طاقتها ويعفي الرجل بل هديله الحق انه يعتابها بناءا على ما كتب، والله اله عادل ولا شك فيما شرع انه عين العدل لكنه شرعه له ضوابط، وبعدين من حق المرأة تستمتع بحياتها وتختار تعيشها كما شاءت، ليه بتنعامل مع كل الأشياء على انها قضاء لا مفر منه وفي قول عزه وجل "لا يغير الله مابقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم" طالما عندي القدرة أغير وضع غير مرضي ليه أقبله.. مستشفى العقلاء
(تعقيب)
أخيتي، نحن متفقتان على أن الأمر مؤلم وصعب ولا تطيقه إلا القليلات النادرات، والغيرة فطرة في النساء -ولعل مثال أمنا عائشة رضي الله عنها وتكسيرها قصعة الثريد لأبلغ مثال وهي من هي رضي الله عنها وأرضاها -فهل ستبقى رهينة الألم ؟ وهل ستتوقف حياتها عند هذه المحطة؟ نحن نتحدث عن مفاعلات وحيل دفاعية على المرأة اكتسابها كي تستطيع المواجهة .. إن كانت لا تطيق الوضع وسيضيع منها دينها ودنياها، وتستطيع أن تكمل الرحلة وحدها فما شرع الطلاق إلا لما لا تطيقه وما كان الخلع إلا حلا من الحلول التي شرعها الله كي لا تتكلف المرأة ما لا تستطيعه .. فماذا إن لم يكن لهذه المرأة من معيل ؟ ماذا لو كانت عائلتها ترفض التكفل بها وبأولادها ؟ ماذا إن كانت متعلقة به ولا تستطيع البعد عنه مهما كان؟ ها هنا يجب الوقوف بحكمة وتأن كي تعلم ما عليها فعله، كي تستخرج وردا من بين أنياب الشوك، وكيف تستل بصيص نور من الحلكة المطبقة. مستشفى العقلاء
(4)
شكرا لتوضيح وجهة نظر حضرتك، وأعرف جيدا ان الأمر متشابك ويخلتف من شخصية لأخرى، وعلى حسب حال الزوجة عاطفيا وماديا كما ذكرتي، ودائما اتذكر الم النبى عندما أراد علي الزواج من أخرى، فتأذى لأذى فاطمة ولالمها ولم بكن هذا أعتراض على شرع الله ولكن شعور أبوي خالص لم يتحمله مع كونه نبي يوحى إليه، فرفقا بمن أمروا أن يرفقوا بهن.
(تعقيب)
أختي، ذكر العلماء أسبابا عديدة لرفض النبي صلى الله عليه وسلم زواج علي من ابنة عدو الله وجمعها ضرة لسيدة النساء وقرة عين النبي صلى الله عليه عدا ما ذكرته من دافع الأبوة المحض ، فلتراجعي فضلا أقوالهم ، فالأمر أعمق من أن يكون فقط انتفاضة عاطفية
(يتبع بحول الله)
وصال تقة - مستشفى العقلاء

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال