التدليل والشكوى يفقدان طفلك شهيته

قد يضرب طفلك عن الطعام فيثير قلقك أو غضبك. وقد تحاولين إغراءه والتوسل إليه، بل قد يجري في أنحاء المنزل فتجرين وراءه بطعامه لعله يتناوله وأنتِ لا تدرين أنكِ بتصرفكِ هذا تدفعينه إلى زيادة تمسكه بموقفه؛ لأنه يشعر بقوته وأهميته.. فالطفل عنده بطبيعته نزعة قوية للسيطرة؛ وذلك لضعفه وقوة من حوله، فهو يتلمس الفرص إلى التعبير عن هذه النزعة للسيطرة، وقد تلجأ الأم إلى تهديده، فإذا صمم على رفض الطعام تعود إلى إغرائه وتتنازل عن تهديدها، وهكذا تتأرجح بين الأمر.. والإغراء، والتهديد.. والإقناع، والوعد بالثواب، والوعيد بالعقاب، وما إلى ذلك من الأساليب المضطربة التي يترتب علها أحياناً إضطراب الطفل نفسه.
وقد يكون سبب انصراف الطفل عن طعامه وفقده للشهية مرجعه الاهتمام الشديد الذي تظهره الأم نحو تغذيته وعنايتها به عناية فائقة مبالغاً فيهاً، فيجد لذة كبيرة في عناية الأم واهتمامها به نتيجة انصرافه عن طعامه؛ الأمر الذي يشبع فيه الحاجة للشعور بالأهمية والمكانة لديها ويصبح محور انتباهها هي والأسرة كلها.
وقد تشكو الأم حال طفلها إلى جيرانها أو زوارها وتشفع شكواها بأن تقول: إنها غلبت على أمرها معه، ويكون ذلك على مسمع من الطفل الذي يجد لذة كبرى في أنه وصل إلى ما تشتاق إليه نفسه من القوة؛ مما جعل شخصاً كبيراً كأمه يفشل أمامه ويعترف بذلك.
قد يدفعك القلق إلى كثرة التكلم عن المرض، وما إلى ذلك ويصعب التكلم عن هذه النواحي، ويسمع الطفل هذه الأحاديث ويفهم منها شيئاً، ولكنه يتأثر بما فيها من اتجاه انفعالي يترتب عليه خوف الطفل وعزوفه عن الطعام في أغلب الأحيان.
وقد يكون فقدان الشهية لسبب عضوي يعاني الطفل منه؛ وينتج عنه إمساك أو عسر هضم أو تقيؤ أو عدم حيوية غدده ووظائف التمثيل الغذائي بوجه عام.

ولذلك يجب فحص الجسم أولاً لدى الطبيب المختص، فإذا تأكدت من سلامة جسمه فيجب عدم إعطائه الاهتمام الشديد، بل يجب أن يتم توجيهه في هدوء دون إسراف في التنبيه والأمر بتناول الطعام.
وفاء سعداوي

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال