كيف تسعدين طفلك

الحب
الحب للطفل هو الغذاء النفسي الذي ينمو به وتنضج عليه شخصيته.. وكما يتغذى جسمه على الطعام فإن نفسه تتغذى على الحب والقبول.. والحب الواعي المستنير يقتضينا أن نبدأ أولاً بإحاطة الطفل بجو من الوفاء ودفء شعورنا وحناننا بإعطائه من أنفسنا في سخاء.. فإن ذلك خليق بأن يملأه ثقة واطمئناناً إلينا وبالتالي ثقة بنفسه واطمئنانا إلى العالم كله.
والطفل كلما كان محبوباً من أهله مزوداً بقوة تدفعه إلى العمل الطيب المثمر الذي يعود عليه وعلى الآخرين بأحسن النتائج.. وإذا كانت محبة الكبار وبصفة خاصة الأم للطفل أمراً مهماً فكذلك محبة الطفل مهمة لهؤلاء الكبار؛ لأنها تسبب لهم كثيراً من المتع ومختلف ضروب النشاط والتسلية.
العواطف والاستعدادات الفطرية
إن العواطف والاستعدادات الفطرية من خوف وغضب وسرور ومحبة ليست هي التي تتيح لطفلك أن يظفر من مجتمعه وبيئته بما يريد وقتما يشاء، وإنما هي عوامل مساعدة له، فإن أحسنت تنمية الطيب منها ساعد ذلك على التوافق مع بيئته؛ ويكون من نتيجة هذا التوافق تكامل شخصيته.
طفلك لا يولد إنساناً اجتماعياً
إن طفلك لا يولد إنساناً اجتماعياً بل يسعى بفطرته إلى إرضاء ما لديه من احتياجات جسمية ونفسية شتى ويرى فيما يعوق هذا الإرضاء عدواناً عليه وتدخلاً في شئونه.. هذا فضلاً عن أنه يعيش في بيئة تشمل الأب والأم والإخوة والأقارب والأصدقاء والخدم، وكل أولئك يختلفون عنه في السن والخبرة والقدرة والذكاء.. ومن الطبيعي أن تقوم بينه وبينهم صلات عاطفية متعددة من حب وكره وغيرة وخوف ويأس وأمل، منها ما يرضيه ومنها ما لا يرضيه.
الطفل والعرف
والطفل جاهل بقيود العرف والتربية ولا يرى فيها إلا وسائل للحد من حريته ولا معنى لها ولا لوجودها، وقد تكرر عليه الأوامر، ويكثر العقاب؛ فيؤمن من أول نشأته بأنه محاط بعمالقة، وأن هذه ليست مكانته.. فيخرج ناقماً على كل شيء ويعمل على أذى الناس.. وقد يكون الطفل وحيداً فيقتل التدليل فيه روح الاستقلال والاعتماد على النفس.
هذا هو البيت الذي تملكين زمامه.. فإذا لم تعملي على إسعاد من فيه، ونشر محبتك، وتوزيعها بالقسط على الجميع، وإذا لم تغرسي أكرم الفضائل وأحسن الخصال بين جنباته.. خرج أولادك إلى الحياة على غير ما تحبين.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: "أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم".

وفاء سعداوي

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال