تعرف على "براندون ستانتون" غير العالم بالفيس بوك

مرت إلى الآن 20 دقيقة تقريبًا ولازالت لا أعلم كيف أرتب الأفكار في رأسي بخصوص "براندون ستانتون"، ولهذا سأسجلها كما ترد علي.
لمن لا يعرفه، "براندون" هو صاحب صفحةHumans of New York.  عندما تقرأ كيف كانت البداية مُنذ 5 سنوات ثم تنظُر لما يفعله الآن ستتذكر على الفور "تأثير الفراشة".
في 2010 اشترى "براندون" كاميرا لأنه كان يهوى التصوير. في نفس العام فقد عمله، ولهذا قرر أن يُحول الهواية إلى عمل. بدأ "براندون" بالقيام بجولة في المُدن الأمريكية، وكان من ضمن الصور التي يلتقطها صورًا للأشخاص الذي يُقابلهم في الشوارع، تطور الأمر بعد ذلك إلى إجراء حوارات قصيرة معهم. مدينة نيويورك كانت أحد الأماكن التي خطط للبقاء فيها لفترة قصيرة، ولكنه وجدها أرضًا خصبة للتصوير، لذا قرر البقاء لفترة أطول، وقام بعمل ألبوم صور على صفحته الشخصية على فيسبوك بعنوان Humans of New York.  كُل هذا حدث في نفس العام.
 5سنوات للأمام، هُناك على الأقل 14.5 مليون شخص حول العالم يعرفون من هو "براندون". هو ذلك الشخص الذي يقُوم بعمل النقيض المُباشر لما يقوم به الإعلام؛ يُوجه عدسته نحو ما يجمع الناس لا ما يفرقهم. بفضل "براندون" تغيّرت انطباعات الملايين من البشر عن بلاد كاملة كانوا يعتقدون أن من يسكُنها شياطين بدائية، ليكتشفوا أنهم يُشبهونهم أكثر مما كانوا يظنون.
هذه الرابطة الإنسانية التي خلقتها صور "براندون" سمحت بحدوث معجزات، آخرها ما يحدث الآن في جولته الحالية بباكستان. عدسة "براندون" نقلت بلدًا آخر غير ذلك الذي ينقله الإعلام منذ 15 عامًا. النجاح الساحق لحملة التبرعات التي أطلقها من أجل دعم مؤسسة تعمل على القضاء على عبودية الديون في باكستان -والتي يتضرر منها 4.5 مليون شخص هناك - هي أكبر دليل على مدى التغيير الذي أحدثه. كُل ما تطلبه الأمر هو نشر 7 صور في 3 أيام لجمع تبرعات وصلت إلى 2 مليون دولار. نفس الأشخاص الذين ارتبطت باكستان في رؤوسهم بالحروب والعداء والإرهاب، هم من يُنفقون الآن من أموالهم لمُساعدة أهلها.
لا يُمكن إرجاع كُل ما حدث للصُدفة. لو لم يكُن براندون نقيًا منذ البداية، لو لم تكُن لديه رؤية -حتى ولو لم تكن بذلك الوضوح عندما بدأ - لما تمكن من المساهمة في تغيير العالم للأفضل كما يفعل الآن.
لا يُمكن وصف الأدوات التي يستخدمها البشر بالخير أو الشر. كُل الأدوات مُحايدة، وما يحدث هو أن ذات المُستخدم تنعكس عليها، فإما أن يرتقي بها وإما أن يمسخها. يُمكنك أن تستخدم الكاميرا في خلق صُورة خاطئة، ويُمكنك أن تستخدمها في تصحيح صورة خاطئة. يُمكنك أن تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي في تنفير البشر من بعضهم البعض، ويُمكنك أن تستخدمها في تقريبهم من بعضهم البعض. اقرأ المنشور الختامي للزيارة وتفكر فيه.
"براندون" عُمره الآن 31 عامًا. ماذا لو أنه لم يفقد عمله في ذلك اليوم مُنذ 5 سنوات؟ ما الذي كان سيُحققه خلال تلك الفترة؟

قطعًا لن يقترب حتى مما يفعله الآن.
أحمد حجاج

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال