طبيعة المعرفة العلمية

(*)

- تتميز المعرفة العلمية بكونها: وقتية، استنتاجية، موجهة بالنظرية وذاتية ، وهناك علاقة بين المعرفة العلمية والابتكار والخيال والابداع الانساني، وبين طبيعة النظريات والقوانين ووظيفتها وفيما يلي توضيح لذلك:

(1)

- المعرفة العلمية وقتية:  فرغم كونها مستمرة Durable فإن المعرفة العلمية لم تكن أبدا حاسمة Absolute أو أكيدة certain. فعندما يظهر دليل جديد يعارض المعرفة الحالية، كنتيجة لتقدم التكنولوجيا، أو عندما يعاد تفسير Reinterpret الدليل القديم في ضوء النظرية الجديدة، فان المعرفة الحالية تهدد، بل أكثر من ذلك يمكننا القول بأن عدم اليقين في المعرفة العلمية "الملاحظة" يتأتي من طبيعتها الاستنتاجية، والذاتية subjective، والابتكارية والمتأثرة بالثقافة.

(2)
- المعرفة العلمية استنتاجية: المعرفة العلمية تنتج من وتتسق مع ملاحظة الظاهرة الطبيعية، ولكنها أيضا ذات طبيعة استنتاجية.

فالملاحظات هي عبارات وصفية عن الظاهرة الطبيعية والتي تتأثر مباشرة بالحواس أو امتدادها، فعلي سبيل المثال عندما نرمي بجسم من مستوي مرتفع يمكننا ملاحظة سقوطه وارتطامه بالأرض ولكن في الجانب الآخر فان سقوطه يعود الي الجاذبية التي لا تخضع لحواسنا، والتي يمكن اخضاعها أو قياسها فقط من خلال تأثيراتها هذا الاستنتاج المنطقي المبني علي الملاحظة يسمي الاستدلال  Inference.

(3)

- المعرفة العلمية موجهة بالنظرية وذاتية: الخلفية النظرية للعلماء، وتدريبهم، وخبراتهم، والتزاماتهم Commitments والدين أو المعتقدات، ومواقفهم السياسية، ونوع العالِم، وعرقه، كل ذلك يشكل مجموعة عقلية  Mind-Setتؤثر علي البحوث العلمية التي يقوم بها، فالعلماء المختلفون الذين يحملون قيما مختلفة ينخرطون في بحوث علمية مختلفة، وأيضا نجد أن هذه القيم تؤثر علي ما يلاحظونه (وما لا يلاحظونه) وعلي كيفية تفسيرهم للملاحظات.

بكلمات أخري أن الملاحظات تساعد في ايجاد اجابات لبعض الأسئلة، المنبثقة من رؤي نظرية معينة. 

(4)

- المعرفة العلمية تتضمن الابتكار والخيال والابداع الانساني: رغم أنها ذات أساس امبريقي، تتضمن المعرفة العلمية خيال العالم وابداعه. فمثلا مفاهيم الذرة والثقوب السوداء ومجالات القوة force fields، والأنواع species ليس نسخا "مصدقة" من الواقع، أكثر من كونها نماذج نظرية وظيفية ناتجة من الدمج المبدع بين طبيعة العلم واستنتاجات العالم.

(6)

- طبيعة النظريات والقوانين ووظيفتها: القوانين العلمية هي عبارات أو وصف للعلاقات بين الظواهر الملاحظة، والنظرية العلمية في المقابل هي تفسير مبرر للظاهرة الملاحظة النظرية أكثر تعقيدا، وديناميكية، لأنها تقدم التفسيرات المبررة كما أنها غالبا ما تتضمن قانونا أو مجموعة من القوانين. علي سبيل المثال نظرية أينشتين في النسبية، تؤدي الجاذبية دورا مركزيا حاسما فيها، في هذه النظرية قانون الجاذبية الأول قد بقي ووسعته النظرية ليشمل مواقف عديدة ومعقدة تتضمن الفضاء والزمن. وبالطبع تكون النظريات والقوانين العلمية مدعمة بالبيانات الامبريقية، وغالبا ما يعتقد أن بعد التحقق من الفروض امبريقيا تتحول الي نظرية، وأن القوانين هي نظريات أسطورية ناضجة  “Laws-are-Mature-Theories-Fable”.

د. علا عبد الفتاح