فيلم دقة زار.. وصراع الجهل

في فيلم قديم اسمه (دقة زار) فيه مشهد للأسف يحكى مأساة ناس كثيرة تعيش في عالمنا.
البداية
الفيلم بيحكى قصة دجالين فى قرية يستغفلوا الناس بالسحر والشعوذة ويرهبوهم وينهبوا فلوسهم مستغلين جهلهم وأحلامهم.
كان في واحد من أهل القرية متزوج من سنين ولكن لا ينجب ورغم أنه ذهب للكثير من الأطباء وأكدوا له أن العيب منه هو، نتيجة نقص الخصوبة وعيوب أخرى وأنه لا يمكن له أن ينجب وأنه يحتاج معجزة. 
رفض الرجل كلام الأطباء وذهب هذا الرجل للدجالة المشعوذة، وأخذ زوجته معه، فأكدت له المشعوذة أن العيب منها هي وليس منه وأن حالته الصحية ممتازة وليس كما يقول الأطباء الكذبون على حد وصفها.
ثم قالت له اتركها عندي، وأنا هعالج الأمر.
المشعوذة تعالج الأمر
فكيف عالجة المشعوذة الأمر قامت المشعوذة بتخدير زوجته ثم أحضرت رجل من أتباعها مارس معاها الرذيلة حتى حملت منه!
ثم عاد الزوج واستلم زوجته، ولم علم أنها حامل هلل للقدرات الخارقة للمشعوذة. 
رجل مثقف
ثم جاء رجل متعلم ومثقف فقال لزوجها: دعك من هؤلاء القوم، هؤلاء نصابين ومحتالين وحرامية ودجالين بيضحكوا عليكم ويأخذنا أموالكم ويسطرون على عقولكم ويستغلونكم وخاصة ما تجهلونه.
فلم يقتنع الزوج بكلامه ثم بإسلوب هستيري ولا إريدي قال للرجل: اسكت يا حقود يا كذاب ثم قام ببعض الإشارات وكأنه يريد أن يغيظه ويكيده.
ثم قال: مراتى عمرها ما خلفت أو أنجبت! والآن هي حامل وهتجيب لى ولد بفضل ستنا الشيخة المبروكة المكشوف عنها الحجاب (يقصد المشغوذة).
وتناسى عن عمد شهادات الأطباء بأنه لا ينجب وأنه مريض ومستحيل أن ينجب؟!
الرسالة
نحن نذكر هذا المشاهد لنحاول أن نربطه بالواقع، فالواقع للأسف فيه مشاهد أصعب من هذا.
فكثيرا من الناس يفرح ويهلل للظلم وللظالمين ويفرح لكل ما يخالف العقل والعلم والدليل والمنطق وشرع الله مثل هذا الزوج فرغم علمه بكلام الأطباء أنه لا يمكن له أن ينجب إلا أنه فرح بحمل زوجته وهلل للمشعوذة وبركاتها وقدراتها الخارقة دون أن يرتاب أو يشك في الأمر ويراجع نفسه.
فكثير من الناس يرفض الحقائق ويرفض الأدلة الدماغة ويدخلون في صراع مع من يرشدهم أو يوجههم للطريق الصحيح مثل هذا الزوج الذي أتهم الشخص المثقف الذي أراد نصحه بالحقد عليه.
وفرح الزوج الجاهل بالحمل وضرب بشهادات الأطباء عرض الحائط، وعلى سبيل المثال: تجد هتاف أنصار الظالمين للظالمين والمجرمين يساوى تماما هتاف الرجل للدجالة التى جعلت زوجته فى الفيلم تحمل من السفاح وهؤلاء مثل هذا الزوج يرفضون أي شئ يخالف ما يهتفون له، ويرفضون لعقولهم أن تعمل.
وما أكثر من يهتفون. فتأمل.

شريف 

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال