المهرجانات الشعبية.. والقيم السائدة في المجتمع

الأمر ليس هيناً للمعلومة ..!!!
(1)
هذه المتابعة المتفجرة لإحدى أغاني ما يسمى "بالمهرجانات"، والتي احتوت كلماتها على كم رهيب من قيم البلطجة والإجرام والسفالة، ليس أمراً هيناً، و لا يجوز الاستخفافا به أبداً.
فلو تجاوزنا مسألة حكم المعازف أصلاً ونظرنا إلى دلالة الأمر على مزاج المجتمع فنقول:
إن المزاج العام ينبئ عن القيم السائدة في المجتمع، فعندما يهتم المزاج العام بالأشياء الراقية، فهذا مؤشر على رقي هذا المجتمع.
(2)
لكن عندما تجد مجتمعاً بلغ به الاهتمام الهوسي بماذا؟
بأن "عزبة محسن ناس تمام" و "أولا سليم اللبانين في أي حتة مسمعين "
والإقرار بانهيار القيم المجتمعية "مفيش صاحب بيتصاحب" والقيم الفردية "مفيش راجل بقى راجل".
والكارثة: إقرار ثقافة الإجرام و البلطحة، والسوقية: "هنتعامل ويتعامل طلع سلاحك متكامل"، "هتعورني هعورك و نبوظلك منظرك" "جايب ورا تصبح مرة" "لو هاتصيع عندنا تدق" " وقت الجد إحنا نصد أي حد ماسك خرطوش" ...!!!!
هذا يدلك على أننا نعيش في انحطاط متكامل ...!!
(3)
المتابعة المحمومة و التكرار الرهيب لهذه القذارة حتى حفظناها من كثرة التكرار ليل نهار، يدل على أن المزاج العام في انحطاط غير مسبوق، و أن قيم البلطجة و الإجرام ليست من الأمور المستنكرة و لا المرفوضة.
غاية ما في الأمر أن هناك مجرم بلطجي يستطيع أن يفرض سطوتة بقوته...
وأن هناك مجرم كامن داخل النفوس لم تأته الفرصة لفرض إجرامه على الآخرين..!!!
(4)
قديماً :كانت القيم الجاهلية تمجد من قيمة القوة والقدرة على الآخرين.
كما قال شاعرهم متمدحاً في قسوتهم و سطوتهم:
أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا... فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا
و قال:
إِذَا بَلَـغَ الفِطَـامَ لَنَا صَبِـيٌّ ... تَخِـرُّ لَهُ الجَبَـابِرُ سَاجِديْنَـا !!!
تلك كانت جاهليتهم...!!!
فإن كانت الجاهلية مفروضة علينا:
فأتونا بجاهلية راقية، كجاهلية هؤلاء، بدلاً عن جاهليتكم المسفة السافلة !!!

دكتور محمــد فرحـــات

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال