"براندون" يحكي لنا قصة المترجم "محمد".. قصة تستحق التأمل

قبل القصة لمن لم يتابع على مستشفى العقلاء قصة "براندون" فإليكم الرابط التالي للتعرف عليه.
(1)
احدى القصص التي عرضها "براندون" على Humans of New York قصة المُترجم الذي يعمل معه في إيران.

مُحمد -اسم المُترجم-تقدم لامتحان الالتحاق بكلية الهندسة عندما كان عُمره 19 عامًا، وعلم أنه لن ينجح في اللحظة التي رأى فيها الامتحان. عندما وصلته النتيجة أُصيب بنوبة أفقدته السيطرة على نفسه، فبدأ بالصراخ وخبط رأسه بالحائط بشدة لدرجة أنه ذهب إلى المُستشفى بعدها.
عندما عاد من المُستشفى لما يُفارق غُرفته لعدة أيام. في إحدى الليالي دخل عليه والده -والذي كان يعمل سائقًا لنقل السياح -ليطمئن على أحواله.
بعدما غادر الوالد الغُرفة، سمع محمد بكاءه في صالة المنزل. في اليوم التالي دعاه الأب لمُرافقته إلى المطار ليقل سائحة سويسرية اسمها جوانّا، ليكتشفوا بعد ذلك أن الشركة السياحية أخطأت في الحجز الخاص بها، وبهذا لم يكُن لديها أي مرشد سياحي لمُرافقتها.
(2)
كانت جوانّا قد أشارت إلى أنها تُريد زيارة المتحف الأثري في صباح اليوم التالي، ولهذا السبب استيقظ محمد اليوم التالي منذ الساعة السادسة صباحًا وذهب إلى المُتحف ليحفظ أكبر قدر مُمكن من المعلومات ليُساعدها قدر المُستطاع. قام محمد بفعل أقصى ما بوسعه بإنجليزيته الضعيفة، وهي أدركت أنه لم يكُن جاهزًا لذلك منذ اللحظة الأولى. بعد أن انتهت الجولة، قالت له الكلمات التالية: "مُحمد، إذا حسّنت إنجليزيتك يُمكنك أن تُصبح مُرشدًا سياحيًا مُذهلًا، وأنا سأساعدك."
بتشجيع من جوانّا، التحق محمد بمدرسة لدراسة الإنجليزية، وعندما نجح في امتحان القبول والتحق أخيرًا بالجامعة أرسلت له قميصًا و500 دولار لمصاريف الدراسة. هي لم تكتفي بهذا فقط، بل كانت تُرسل له كُل شهر 50 دولارًا وعددًا من مجلة Reader’s Digest، وكان شرط الاستمرار على ذلك النحو هو أن يُكمل دراسته إلى نهايتها، وأن يُرسل لها خطابًا باللغة الإنجليزية كل أسبوعين. كانت تقوم بإعادة إرسال الخطابات إليه مرة أُخرى بعد تصحيح الأخطاء اللغوية وتسجيل المُلاحظات.
(3)
مر الوقت وأصبح محمد متقنًا للإنجليزية بما يكفي لأن يُصبح مُرشدًا سياحيًا مُعتمدًا، هذا بالإضافة إلى أنه تعلّم الإسبانية والإيطالية كذلك. يقُول محمد أنه هاتف جوانّا مُنذ أسابيع قليلة وأنها أخبرته كم هي فخورة به، وكيف أن إنجليزيته أصبحت مثالية، وهُنا بدأ في البُكاء. أخبرها بأن لديه الكثير من الأعمال الآن، وأنه اشترى شقتّه الخاصة مُنذ وقت قريب، وأن كُل الفضل في هذا يعود إليها.
الدروس المُستفادة تحتاج على الأقل مقالًا مُنفصلًا، ولهذا سأترك أمر استخلاص الدروس لك (أو يُمكنك أن تغش بعضها بقراءة التعليقات في الروابط بالأعلى). في حين أن مُعظم أفكارك في البداية ستكون موجهة للسيدة بطلة القصة فقط، مع القليل من التدبر ستبدأ في رؤية دروس في جهات مُختلفة تمامًا.

محمدحجاج

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال